التخطي إلى المحتوى الرئيسي

عام هجري مبارك 1434


عام هجري مبارك 1434







منذ أوَّل يومٍ في الدَّعوة الإسلاميَّة المبارَكة والرسولُ 

يعلَم أنَّه سيَخرُج من بلده مُهاجِرًا ففي حديثه مع ورقة بن نَوفَل
عندما اصطَحبَتْه زوجته خديجة رضِي الله عنها إلى ابن عمِّها
عندها قال له ورقة :

"
هذا النامُوسُ الذي نزَّل الله على موسى يا ليتَنِي فيها جَذَعًا، ليتَنِي أكون حيًّا إذ يُخرِجك قومُك،
فقال رسول الله 
 أوَمُخرِجِيَّ هم؟!
قال: نعم، لم يأتِ رجلٌ قطُّ بمثْل ما جئتَ به إلا عُودِي
وإنْ يُدرِكْني يومُك أنصُرْكَ نصرًا مُؤزَّرًا 
"

ثم لم يلبث ورقةُ أنْ تُوفِّي
والناظر في الهجرة النبوية يلحظ فيها حكماً باهرة
ويستفيد منها دروساً عظيمة، ويستخلص فوائد عظيمة
سنستذكر 9 منها اليوم بمناسبة ذكرى الهجرة الشريفة
و بدء العام الهجري الجديد 
1434 

1ضرورة الجمع بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله

ويتجلى ذلك من خلال استبقاء النبي  لعلي وأبي بكر معه
حيث لم يهاجرا إلى المدينة مع المسلمين، فعليّ  بات في فراش النبي 
وأبو بكر  صحبه في الرحلة. 
ويتجلى كذلك في كتم أسرار مسيره إلا من لهم صلة ماسّة
ومع ذلك فلم يتوسع في إطلاعهم إلا بقدر العمل
ومع أخذه بتلك الأسباب وغيرها لم يكن ملتفتاً إليها بل كان قلبه
متوكلاً على الله عز وجل. 


الإعتدال حال السراء والضراء

فيوم خرج عليه الصلاة والسلام من مكة مكرهاً لم يذل ولم يفقد ثقته
بربه ولما فتح الله عليه ما فتح وأقر عينه بعز الإسلام وظهور
المسلمين ولم يتعاظم بنصره و لم يزهو به فعيشته
يوم أخرج من مكة كارهاً كعيشته يوم دخلها فاتحاً
وعيشته يوم كان في مكة يلاقي الأذى من سفهاء الأحلام
كعيشته يوم أطلت رايته البلاد العربية


3 اليقين بأن العاقبة للمتقين
فالذي ينظر في الهجرة بادئ الرأي يظن أن الدعوة إلى زوال
ولكن الهجرة في حقيقتها تعطي درساً واضحاً
في أن العاقبة للتقوى وللمتقين.
فالنبي 
 يعلّم بسيرته المجاهد في سبيل الله الحق
أن يثبت في وجه أشياع الباطل ولا يهن في دفاعهم
وتقويم عوجهم، ولا يهوله أن تقبل الأيام عليهم، فيشتد بأسهم
ويجلبوا بخيلهم ورجالهم؛ فقد يكون للباطل جولة، ولأشياعه صولة
أما العاقبة فإنما هي للذين صبروا والذين هم مصلحون. 


-ثبات أهل الإيمان في المواقف الحرجة
ذلك في جواب النبي 
 لأبي بكر  لمّا كان في الغار. 
وذلك لما قال أبو بكر: والله يا رسول الله لو أن أحدهم نظر
إلى موقع قدمه لأبصرنا.

فأجابه النبي 
 مطمئناً له: { ما ظنّك باثنين الله ثالثهما }. 
فهذا مثل من أمثلة الصدق والثبات، والثقة بالله
والإتكال عليه عند الشدائد واليقين بأن الله لن يتخلى عنه
في تلك الساعات الحرجة . 

هذه حال أهل الإيمان

-أن النصر مع الصبر

فقد كان هيناً على الله عز وجل أن يصرف الأذى عن النبي 
 جملة
ولكنها سنة الإبتلاء يؤخذ بها النبي الأكرم 
 ليستبين صبره
ويعظم عند الله أجره، وليعلم دعاة الإصلاح كيف يقتحمون الشدائد
ويصبرون على ما يلاقون من الأذى صغيراً كان أم كبيراً. 


6 الحاجة إلى الحلم، وملاقاة الإساءة بالإحسان

فلقد كان النبي 
 يلقى في مكة
قبل الهجرة من الطغاة والطغام أذىً كثيراً
فيضرب عنها صفحاً أو عفواً، ولما عاد إلى مكة فاتحاً ظافراً
عفا وصفح عمن أذاه.
- إستبانة أثر الإيمان

حيث رفع المسلمون رؤوسهم به، وصبروا على ما واجهوه من الشدائد
فصارت مظاهر أولئك الطغاة حقيرة في نفوسهم. 


- إنتشار الإسلام وقوته

وهذه من فوائد الهجرة، فلقد كان الإسلام بمكة مغموراً بشخب الباطل
وكان أهل الحق في بلاء شديد؛ فجاءت الهجرة
ورفعت صوت الحق على صخب الباطل،
وخلصت أهل الحق من ذلك الجائر
وأورثتهم حياة عزيزة ومقاماً كريماً.


9 -
 من ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه


فلما ترك المهاجرون ديارهم، وأهليهم
وأموالهم التي هي أحب شيء إليهم لما تركوا ذلك كله لله
عوضهم الله بأن فتح عليهم الدنيا، وملّكهم شرقها وغربها. 

تلك دروس عظيمة مستفادة من هجرته صلى الله عليه و سلم
تذكرناها سوياً في العام الهجري الجديد

عام 
1434 للهجرة

التي نآمل أن يحمل كل الخير للعالم الإسلامي 

تعليقات

المشاركات الشائعة